Friday 27 January 2012

(مجلس أصم ..وشعب ثرثار) ..مقولة شاب ليبي مش فاهم شى..




ما فهمت شى انها تلك  العباره السمجه التى تجثم على المشهد الليبي ..انها كالحجر الذى يلقيه الشعب هذه الايام على المجلس الوطنى,, وهذا الاخير يحاول تفادي الاصابه دون جدوى ، بل ان الامر اكثر تعقيدا من ذلك  فأن حاله عدم الفهم قد انتجت هلعا على مستوى المجتمع وتبادل الاتهامات وخلقت مجالا للفوضى يتسع و يزداد تعقيدا مع مرور الوقت ..
فإذا اردنا ان "نفهم شيأ" على سبيل التغيير..تتوجه انظارنا- تلقائيا-الى العنصرين الاكثر بروزا فى واقعنا السياسي وهما المجلس والشارع الليبي..فالاول يسير فى الخفاء بصمت مريب ولا يصدر تصريحا الا ويكون مخيبا لامال الشارع وتكون ردة فعل الاخير عنيفه ثم يبدأ التذمر والرفض وعموما يزيد الامر سوءا..

وبالتالى يتملك الجميع اليأس والشعور بأن عجلة التغيير توقفت على الحركه ...     اذن اين يكمن الاشكال ولماذا هذه الهوه بين السلطه والشعب..؟

لنبدأ بالمجلس الوطنى الانتقالى..يعرف الجميع ان المجلس والحكومه الانتقاليه يقع على كاهلهما اعباء هذه المرحله شديدة الصعوبه , لكن هناك شى لايعيه الشعب هو ان هده المرحله ليس لها معايير ثابته  لتقييم اداء العمل السياسي  ولهدا سميت " مرحله استثنائيه " انها مؤسسه انشئت أساسا لتكون بديلا يملأ الفراغ مابعد سقوط القذافى ،لتدير الازمه والظهوركجبهة موحده امام العالم..لكنها ببساطه تفتقد لمقومات المؤسسه السياسيه لادارة وتسيير الامور ..أقصد ان المجلس ليس جهاز حكومه متكامل ، فهذه المرحله "الاستثنائيه" لاتحتمل خطه ليسير عليها المجلس إذ انها تجاوزت الاحتمالات المتوقعه التى ستواجه ليبيا..فالمجلس لا يواجه اشكاليات مرحليه ليصل بالبلاد لبر الامان فقط ..بل هناك تعقيدات داخل المجتمع الليبي . فنحن ابناء ثورة وليده مازالت فى حداثة عهدها لكنها ولدت بعاهه بشعه وهى الثرات الفكرى والسياسي من النظام السابق.. مانعانيه من ثقافه  غير ناضجه مليئه بالسلبيه والاتكاليه والانتقاد ذلك الثرات الثقيل هو ما يعطل تجاوزنا للعقبات..لا ننسى ان العنصريه قد برزت بشكل مخيف فى الاونه الاخيره مسببة بحوادث مقلقه كالاشتباكات المسلحه المتكرره والتى لا تخلف الا الالم وارقام تضاف لحصيله القتلى..

ان الوضع يشابه تسلم قيادة قطار وهو على شفير الهاويه..

فمعضلة الواقع المعقد تتحدد فى نقطتين : المجلس والشارع الليبي..
ان المجلس لا يصرح ببعض الامور تخوفا من ردة فعل الشارع العفويه والتى قد تنقلب الى عنف وفوضى لذلك يحاول المجلس "انتقاء" الامور التى يجب ان يطلع عليها الشعب..

وهناك ايضا المؤسسات السياسيه كالاحزاب والمؤسسات المدنيه التى تحاول أن تثبت وجودها على حساب المجلس سياسة الانتقاد والتنقيب على اخطاء المجلس لاثبات أن هناك من هو اجدر لقيادة المرحله ..
كذلك التكتلات التى تشكلت داخل المجلس واصبحت تحول دون مشاركة الشعب فى العمل السياسي دون "التعديل " فى بعض القرارات التى تصدر من المجلس ، تلك التكتلات والتحالفات التى قامت على أساس قبلى او جهوى او تيار سياسي معين ..تحاول ات تدير الامور وتبقى كل شىء تحت سيطرتها..

كما يتخوف المجلس أيضا من الغرب فمنذ تكوين المجلس الوطنى الانتقالى كان الغرب هاجسا له محاولا ان يظهر نقاط قوته وان يحافظ على الامن كما يحاول اخفاء مراكز الضعف والعجز حتى لا تقوم الدول العظمى باتخاذ افعال تمس حرمة الشأن الداخلى لليبيا بغض النظر عن اخطاء المجلس فهى فى عين الغرب عثرات لا سقوطا نهائيا..

ان المجلس فى الاونه الاخيره اصبح يعتمد منهجا اعور..ليتجنب تدخل الاخرين فى شأن البلاد..حتى أصبح الى حد ما يشبه ادارة النظام السابق..فالانسان الليبي يقف خارج واقعه السياسي..بسبب اقصاء من ينتسبون للسلطه من اعضاء المجلس او الحكومه ،الذين لم يخرجوا بعد من عقدة التسلط وحب الشعور بالاهميه والابراج العاجيه..

اما الشارع الليبي فهو يعانى من متلازمة السلبيه والانتقاد فمن حق الجميع ان ينتقد وان يشارك فى العمليه الديمقراطيه وصناعة القرار السياسي لكن الشارع الليبي بالذات ينقصه الوعى بما يحدث فعلا، ان الشارع  الضيق لا يدرك أبعاد المعضله  الامر الذى خلق بيئه ملائمه للاشاعات والبلبله التى لايقبل بها المجلس بل ويبتعد عنها لعجزه عن التفريق بين الثرثره والرأى الراجح..

أن هذا الوضع المعقد يعتبر تدريبا للشعب على الديمقراطيه وحقيقة العمل السياسي ، وتوظيف الاعلام للحوار والتواصل ، انها تجربه قيمه لكل من الساسه وعامة الشعب ..حتى نخرج من حيز التجاهل والتواكل ولنتخلص من وضعنا هذا: مجلس صم اذنه على كل شىء وشعب لا يمتهن الا الثرثره..






1 comment:

  1. أود أن أرى الصورة رأسا على عقب. فهل سنكتب عندئد مجلس لا يجيد غير الثرثرة وشعب لا يجيد غير الصمم؟؟ أم ستكون العبارة وهي تحت الصورة: مجلس وشعب لا يجيدون سوى ما يجيدونه؟؟ انه مجرد استفسار عابث، عله يحرك الصورة عقبا على رأس.

    ReplyDelete