Thursday 3 February 2011

أكفر بالزواج ..وأحتقر الحب !..كلاهما وصفة للانتحار..فلكم دينكم ولى دين..!

الزواج ...هو احد المفاهيم الاكثر انحرافا بشكل بشع داخل العقل العربى...أن النظرة الشائعة للزواج غير عملية ولا هى صحية على الاطلاق , ورغم هذه الكارثة يقدم الجميع على هذه الخطوة المميتة....هنا يجب القول من البداية أنى لا أنوى وضع تعريف عام للزواج, لأنه ببساطة أحد المصطلحات التى لا تحتمل الثبات..أقصد أن معنى الزواج يختلف بأستمرار حسب البيئة والوقت... فمحاولة وضع تعريف شامل له هى فقط مجرد محاولة..فرؤية الشعوب حول العالم  للزواج تتغير بما يلاءم نمط حياتها وتبقى نظرتنا نحن, ثابتة منذ وقت طويل..رغم وهن وضعف العين التى ترى

ولا أتحدث هنا أيضا عن الطقوس والتقاليد...رغم أنها تشكل إلى حد ما,الصورة النهائية لمعنى الزواج...فأنا أكتب ما أكتبه لطرح أسئلة مثل لم نقدس الزواج ؟وكيف أصبح مصيرا لا نقاش فيه ؟..ومن دونه يتوه المرء فى حياة من المحرمات؟ ولم يجادل العالم كله فى هذا الموضوع وفى مجتمعنا فقط تسقط كلمة الزواج من عالم المسلمات إلى أرض المحتوم..أنه أمر يثير الحيرة ..أعنى أننا نقدم على هذه الخطوة بنصف عقل وربع حكمة  ولامبالاة طاغية لنعيش فى حياة من جحيم وصمت بشع وتباين كارثى فى الطباع.. 

فأ نا لا أؤمن بالزواج ..ولا بالحب وأرى ان مؤسسة الزواج هرمة قبيحة..فجميع المنتمين إليها هم عميان لا يرون من يشاركهم حياتهم وإذا ما رأوهم فعلا ...أنتحروا..ذلك يأتى فى لحظة يقظة أو يأس شديد فينتحر الرجل او المرأة...وهذه نتيجة حتمية..لا شك فيها فالانتحار أما بانهاء الحياة أو بانهاء الحياة بعدم العيش فيها...ما أعنيه هو أختيار الطريق الاطول بالغرق فى كآبة قاتلة أو الغرق فى ملذات قاتلة كالكآبة بالضبط..

فالعمى, وباء وراثى يتسلل من ثقافة تآكلت وتعفنت من القدم ..من الاباء حتى الابناء ..وأنتقلت لهذا الجيل..الذى أصبح يردد  دون انقطاع شعارات خالية من  المنطق..فجيل الببغاوات هذا يعتنق مبدأ (الزواج نص الدين) والشاب اليوم يدافع عنها بحماسة مضحكة..فهذه الكارثة حدثت لافتقاره للوعى والنضج الفكرى ..وسبب ذلك أن والديه تربيا وتزوجا على نفس المبدأ...ويقتنع الكثير اليوم شبابا وراشدين..بأن الزواج هو وقاية المرء الوحيدة ضد حياة مليئة "بالمحرمات والخطايا "...وهذا بالطبع تعليل فى غاية التفاهة لأن أولا: هذا يتعلق بالشخص نفسه فكل شخص معرض لأن يخطأ ولكنه بأحساسه بالصواب يمكنه ان يجد طريق الاستقامة, وثانيا يعتمد هذا على تربية تربية جنسية وأخلاقية جيدة..وثالثا:يتعلق بالتحكم بالذات...وهذا على أية حال لا يعطى تفسيرا  لظاهرة "حياة المحرمات "التى يعيشها متزوجون وقورون جدا...فمؤسسة الزواج هذه ترمى بالقيم الاسلامية للزواج عرض الحائط , وتبنت مبادىء سطحية مهترئة..ولهذا لا أؤمن بها...   

لأنه طبيعيا...ليس فقط طبيعيا بل بالمنطق العام البسيط.. ينحصر القرار فى نهاية الامرعلى إثنين..الزوجين.. ونظام الاسلام فى الزواج يوافق هذا المنطق ..وينص على  اختيارالمرء شريك الحياة على أساس مدى التوافق وتناغم الاذواق..والنقاط المشتركة...وتكامل روحيهما..واخيرا عنصر الشغف الاكثر أهمية, فهو الذى يجعلهما أقل قابلية لخنق بعضهما بعد سنين طويلة, فاسطورة دوام الحب هى من أكذب الاساطير, لأن الحب قد يموت ولكن الشغف دائم الاشتعال ..

الحب...كلمة مستهلكة أكثر من*(شبشب صبع)*فالحب من بين كل الاشياء: طاقة تجذب المحبين لبعضهما ,واذا ضعفت هذه الطاقة, فالشغف وحده يقوي مجراها..ولكن حالة الغفلة والعته الجماعى ..التى أصابت الكثيرين ..تؤدى الى هدر كبير للطاقة لا الحفاظ عليها...

أعنى ان حياة الزواج يجب ان تدرس قبل أن يعيشها الرجل أو المرأة.. وان يتعرف المرء برفيق عمره الى حد ان يحتويه بالكامل, ولهذا يوجد فى الاسلام فترة أسمها .."الخطوبة" وهى ليست كما فى أى نظام أخر دينى أو أجتماعى ولكنها الآن أصبحت طقس ما قبل الزواج ليس له علاقة بالزوجين على الاطلاق..فالخطوبة هى مدة للتعرف ليس على مستوى الزوجين فقط بل بمحيطهما بكامله..ويتم القرار فى تلك الفترة إذا كانا سيكملان الامر لمرحلة الزواج..ولكن عندما فقدنا المنطق وأصبح الجنون عرف مشروع.. تحولت هذه المرحلة الاساسية  لتقييم الحاضر والمستقبل..لعبث مميت وفرصة للخروج للمطاعم  وأنتقاء ما لا يلزم والتبرج المخيف وترهات أخرى تثير الغثيان بالفعل....وأصبحت الخطوبة فترة قصيرة وشكلية لا يتسنى  فيها دراسة الوضع على بر الامان.. نعم لقد فقدنا كل ذلك وحشونا فيها الابتذال المريع...    





----------------
نحن قوم لا نعيش اليوم, لقد بعنا حاضرنا مقابل مستقبل لا ندرك ابعاده بالكامل..بعناه دون أن نتناول الامر بشمولية وبعد نظر...لا نملك الا الوهم.. فعندما يفكر الشاب فى مستقبله  يبتعد كثيرا عن الواقع ..ويرسم صورة كاملة لحياته المستقبلية وينتهى الامر دائما بالزواج .. يبدأ الحلم بإنهاء دراسته -هذا فى أحسن الاحوال - ويشغل وظيفة بمرتب عال ويتزوج ثم يتوقف التفكير عند هذا الحد.. وكأن الزواج هو الموت ,حتى بعد الموت هناك حياة ,أما الشاب العربى فهو يعمل ويتعلم وينمو ليتزوج فقط..فبعد تحقيق هذا الهدف السامى سيتوقف كليا عن أى شىء ذا معنى وهذا ما يحصل عادة والغريب هو عكس ذلك... أعنى لا احلام ولا أى شىء, حياتنا خط طويل ينتهى عند نقطة معينة وبعدها نتفرغ كليا للنكد وهواية تربية الكروش ومسابقة الترهلات..إلى ان يأتى الموت الرحيم..


 فالطريقة المتبعة فى اتخاذ قرار الزواج او الشريك اما تكون حالمة متهورة او حسية وسطحية للغاية..وهذه للاسف نتيجة الثقافة المعتلة الجامدة ..ونتيجة التربية الخاطئة ...هذا ما يجعل الجميع يرشى الوقت فى محاولة مضحكة لانجاز ما لا ينجز ,فى اقصر وقت ممكن...فعندما يريد المرء الزواج فإنه يقف عند معضلة واحدة ويتجاهل امورا اخرى فى نفس الاهمية او ربما اكثر ..وتتردد اصداء عبارات حشرت فى أذنيه من قبل الجميع بجدية مضحكة في محاولة لصب حكمة القرون كلها فى عبارة غبية واحدة ..وهى "لازم تكون روحك" هذا شرط  منطقى بالطبع..لكن هذا المعنى تقلص ليكون متعلقا فقط بالامور الماليه...وهنا الكارثة, ثقافتنا الصدئة صبغت على مفاهيم اجتماعية سامية ..وصارت معانى طعمها كالمعدن وثقيلة مثله كذلك ,نجرها هائمين فى الارض...

ليكون المرء اهلا للزواج...عليه ان يكون مستعدا فكريا وروحانيا ونفسيا وأخلاقيا وبنفس المستوى يستعد ماديا..كذلك..عليه ان يحدد معنى للزواج وان يعيد بناء أولوياته ..وأن يعى أمورا كالجنس والمسؤولية والمال بل يعيد فهمها من جديد ..عليه أن يفتح قلبه لكل شىء عليه أن يسمح لنفسه بأن يتعلم وعليه فى نفس الوقت ان يكون معلما......

فى  معنى الزواج خارج مؤسسة الزواج التقليدية فى كل مكان, ينمو المرء ويتغير..ولكن ليس وحده أنه ينفتح على شخص أخر يحتويه بالكامل..شخص آخر يحضن أفكاره ..أنه مغامره لا تتم الا بأثنين..ولكنهما واحد فى آن..لان الزواج فى أعلى مراتبه هو التحام روحين فى انفصال جسدين..فرغم شرط التوافق ..يجب توافر الاختلاف لان هناك  مستوى عال هو التوافق فى الاختلاف.. وهذا غير موجود فى نظام الزواج عندنا.....

أى تطور  يحدث فى العلاقة  يجب ان يتم وفق قرار واستعداد لهذا التطور ..فالاطفال مثلا..وهذا من الأمورالتى تتم بطريقة بدائية غريزية ..وهذه الكارثة تنتج جيلا بدائى غريزى, تماما كما جاء لهذا العالم..فالوالدان أسسا حياتهما على الجهل, فمن الطبيعى ألا يحظى ابنها التعيس ..بتربية روحانية ولاوعى بالدين أو بتربية جنسية صحيحة ...فقط ليكبر فى بيت بناه أبوه عندما "كون نفسه" وسيحظى بالمال ويفتقر للرزانة والتعقل...هذا وصف لم أنوى أن يطابق الوضع الحالى ..لكنه فعلا يشبه حالنا الان...ولن تتوقف عجلة الفوضى على الدوران...لان فلان يريد أن يتزوج ..ولان احداهن مذعورة من حياة العازبات...الجميع فى غفلة عن الحقيقة وهى أن الكثير من المتزوجون يعيشون حياة البؤس والتعاسة التى وصمت بها حياة العزاب...لانهم ببساطة لم يكونوا مستعدين لحياة من التحديات...لم يكونوا مستعدين ..أو انهم لم يقرؤا ما تقرأه الان....فيجب أن يتوقف الجميع عن الزواج والانجاب..حتى اشعار أخر...