Monday 20 September 2010

مشكلة (الدين)....لماذا يمنعنا من رؤية العالم بأكثر من بعد...



مشكلة الدين أساسا هى أسر الانسان فى صندوق يستطيع الناس ان يراه من خلاله ,بينما يعجزهو كليا عن رؤية العالم ,الا من واجهة الصندوق الصغيرة..فهو يرى هذا العالم الكبير بصورة مصغرة جدا ,بل انها مشوهة إلى حد كبير...

..وماأقصده بالدين..هوّ ذلك النمط المنعزل عن الحياة بفكر ومنهج ثابت بالنسبة للتغير والتطور الذى حوله....هو ذلك المكان البعيد عن مسيرة التقدم والذى يفرض على صاحبه مجموعة شعارات مستهلكة لحياة رديئة المستوى ,يؤمن بها على طول الخط رافضا اى فكرة أو صورة اخرى عن الحقيقة....فمن ذلك الصندوق المظلم تكون هناك رؤية واحدة فقط ,وصورة ثابتة للعالم كله...ونظرة واحدة ثابتة للصواب والخطأ.... ولا بأس بهذا الا اذا أكتشف فجأة ان هناك بعدا آخرللعالم,عندئذ  يفشل فى  التعامل مع هذا التغير,ولانه أنانى لا يؤمن بأى فكر آخر مغاير له  ,فأنه يهرب من هذا الواقع ويحكم اغلاق صندوقه المضحك..ويصرخ بأعلى صوته رافضا اى شكل آخر لهذا العالم..ويحكم على كل من يخالفه حاسما الامر حتى قبل بدأه, ويبرر هروبه هذا على انه وقاية ضد عالم شرير, وهذا النموذج من الناس تراه فى كل مكان من العالم ,لايهم درجة ثقافته او بلاده ,انه نموذج عالمى يأتى بمختلف الصور ولكن هذه النماذج تلتقى فى نقطة واحدة  هى ان كل منهم يرى انه على صواب...ذلك لان عقله  مثقل ..ملىء لحافته بالاشكال الهندسية ...اشكال حادة الاطراف ..واضحة الزوايا , لكنها متشابكة وتدور فى فوضى لانهائية ,لهذا يعلن أنه يعرف كل شىء عن العالم .... وله رأى أو حكم نصف مقدس على كل شىء...فتكون كل اراءه حادة ومتزمته.. وافكاره كالاشكال الهندسية ,وبما انها غير منطقية او دقيقة..فهى دائما تسبح فى فوضى عارمة...وكل هذه الاراء والافكار استنتجها من خلال نافذته الصغيرة على ما حوله فيتبنى سلوكا عدائيا حتى يحافظ على ما اعتاد عليه..

وبالعودة لنقطة مهمة وهى الدين ..فذات الشىء يتعلق بالدين ,فالذى يسكن صندوقا صغيرا ويطل من نافذته على العالم ,يتخذ الدين كقفل متين لهذا الصندوق بل يقحم الدين والله وكل ماهو مقدس ويحشره فى عقله الضيق..وبما أن الدين حى وفعال فليس من الوارد تشويهه ,فصاحبنا  هذا لا يجد سبيلا أمامه الا أن يقلص صورة الله والدين ليتمكن من ضمان الدنيا وكذلك الاخرة..فى عقله فقط...لان الواقع يخلو من هذه الترهات منذ أن ازاح التاريخ كل من يجلس فى ظلمات المعابد او يحتمى فى الكهوف على الهامش, ولهذا الآن  كل المسيرة الانسانية نحو الحضارة تبدأ بخطوة واحدة وهى تأمل الذات ورحلة الاكتشاف والبحث من الداخل وصولا الى كل ما يحيط بنا فى الخارج..وهذا ما أحاول قوله وهى فكرة جديدة ..على حد علمى, وهو أن السبيل الوحيد للخروج من صندوق عقولنا وللتحرر من (الدين).. هو بالخروج عن الدين..ليس بالضرورة بمعنى الكفر أو الالحاد..بل بنظرة واقعية محايدة نظيفة من بقايا الفكر المتعفن القديم..ودراسة لمعنى الانسان والحياة.. ولن اتحدث هنا عن كيفية فعل ذلك .. ولكن بادراك ان هناك اخرون يعيشون فى هذا العالم كما نعيش, فلا يعقل ان الجميع مخطئين ويعيشون فى (ظلالة الكفر)...لانه اصبح من السهل اليوم اتهام الاخرين بالكفر أو الخلود فى النار , يمكنك ان تكون ظالا بسهولة تامة من قبل بوابين الجحيم الكثيرين هذه الايام..ما يفضح حقيقة عن بدائيتنا المحرجة..هى أن الجميع يتكلم باسم الله ..ولا يسمع احدهم الاخر تقريبا والكل يتذمر من ضيق الافق..

فالمشكلة الحقيقة هى غياب الصدق..لكى تكون محقا عليك ان تكون صادقا فى بحثك عن الحقيقة غير مبال الا بالراى وليس الذى يحمله...ولنصل الى هذه المرحلة نحتاج الى مجهود جماعى هائل لنستطيع حمل أراء الاخرين وتقبل من يختلف عنا...   

فالنقاش فى الدين أو اية فكرة جديدة تحارب من قبل الكثيرين على انها هرطقة او انحراف عن الدين ..فالكل لديه صورة عن الله يحتفظ بها فى صندوقه الخاص ويعلم يقينا انها الحقيقة الوحيدة...فاذا كان الجميع لديه فكرة مختلفة عن الاخرى, فمن هو الذى على صواب..أم انه - ببساطة- الجميع لديه جزء من الصورة واذا تجمعت كل الاجزاء يمكننا ان نصل الى نتيجة كاملة أو شبه كاملة...فالذى يعلم يقينا والذى على صواب هو الباحث هو الذى يدرس كل رأى على أنه رأى واضعا الموضوعية وسيلة له فى الوصول للهدف الوحيد من أى نقاش..وهو الوصول لنتيجة ..وليس مجرد مسابقة لمن يملك اعلى صوت ..لان  الشىء الوحيد الذى ينتج عن مسابقة كهذه ,مجموعة من رجال ارهقهم الصراخ..ولا يقوون على اداء اى شىء اخر ذا قيمة.....   

Tuesday 14 September 2010

سأكون وانا كأئن أزلا... 

قدرى معلق فى السماء...

كثريا القصور...
ألق يقودنى...
...... من عالمى المجنون...
 ****************

........سأنهض كالفينيق ...
....من عظامى

الى هناك... حيث الاحلام ..

وأطماع النائمين ...
.....وهم يمشون


***************

سأكون.......سأقطف الاعناق من غفلتها

وأعلق الاهداب فى خاصرتى .....دامعة على حلم زائل

وأجمع الايادى ....من نواصى الانامل..
  
 *************
سأكون.......

انا كائن فى برعمى انمو..

أختلس من ألقى نبوآت مستقبلى..

ان أذهب غشاوة الاعمى بخطوط يدى

كالانبياء...وليس كمثلهم ..أكون..

 *************

أنا يغلفنى رحم الظلام ..وأجترع من الشمس بحبل سرى..

ويومئذ انهض على حطام الامال..وبقايا خزف..

أقود بضع عوالم... وأجيال..

عندما يأتى الله بأجلى ..بموعدى

وتباركنى قطرات السماء...

فأحنى رأسى..


عندها تكتب التاريخ ايد عارية.. وعيون..


يومئذ .....أكون............