Saturday 6 November 2010

خرافة المساواة بين الرجل والمرأة ...احدهم وجد الحقيقة....انا هو...

يجب القول من البداية انى امقت  بشدة الحديث عن هذا الموضوع او حتى السماع عنه...ولكن هذه الايام اصبح من الصعب تجنبه,انه حديث الساعة..انها  الموضة التى  يضيف اليها الجميع لمسته الخاصة ويقحم فيها  فلسفته المملة عن الحياة...ورغم انه يبدو اننى بالحديث عن هذا الموضوع اناقض نفسى وأغرق فى بحر الاراء مثل الجميع ,لكنى لست كذلك...  ساحاول فقط توصيل فكرة جديدة ومختلفة تماما عن الاخرين..وبالتأكيد فكرة اقل مللا وتكرار.....

مصطلح المساواة بين الرجل والمراة...يفتقر تماما للمنطق البسيط..اذ ان القانون الاساسى لتساوى الاشياء يحتم توفر خصائص معينة لكل الاطراف المقارن بينها... يعنى يجب ان تكون من نفس النوع  ومستوى والقدرة ..فالمقارنة بين حقيبة وقلم لمعرفة ايهما يصلح للكتابة اكثر من الاخر..هى مقارنة سخيفة غير منطقية فالمقارنة من اجل هدف معين تتطلب شيئين من نفس النوع او شخصين من نفس الجنس لمعرفة  مدى  كفاءة كل منهما فى مجال معين مثلا...اذن مساواة الرجل والمراة مفهوم غير منطقى وغير فعال اذ انه يستحيل تساوى المراة التى تمتلك قدرات وامكانيات محدودة..بالرجل الذى يتمتع بقدرات وامكانيات محدودة ايضا فكلاهما يتفرعان فى اتجاهان متتوازيان يلتقيان فى بعض النقاط ويتفرقان فى مواضع ا خرى..

ان هذه الصراع المضحك والنقاشات المرهقة حول المساواة او عدمها ...يشى بأمر محرج فعلا وهو عدم فهمنا لذواتنا..اجل ..نحن لا نعرف انفسنا ولا كم الهائل من القدرات التى نملكها لذلك نحن ندور فى نفس الدائرة الجحيمية منذ ان عرفت المراة انها امراة وادرك الرجل انه رجل ونحن  نستمر فى النباح فى وجوه بعضنا مذاك...فالذى نجهله تماما هو ان الانسان ليس كاملا..بل هو متكامل ..فالنجار فى اول قرية على الارض ..كان بحاجة لحذاء وهذا ما أمنه الاسكافى الذى اراد منزلا من النجار..فالنجار لا يستطيع عمل اى شىء الا صنع الاشياء من الخشب ولكنه غير قادر على المشى على الارض بدون حذاء جيد الصنع, وهنا يحتاج لحرفى مثله يملك قدرة تختلف عنه.. القدرة على صنع الاحذية...بهذا يكمل الاثنان بعضهما ويصنعان معا شيأ ذا قيمة...فالمراة لاتستطيع فعل الاشياء التى يفعلها الرجل مثل الرجل ولكنها تستطيع ان تفعل شيا مختلفا او تضيف اختلافا على عمل الرجل ...وهنا تأتى مسالة الكفاءة هل باستطاعة المراة ان تعمل عمل الرجال بنفس الكفاءة...ممكن هذا احتمال وارد ويعتمد ذلك  قبل كل شىء على كفاءة تلك المراة وحدها وليس كل النساء...فالكفاءة هنا تتعلق بالعقل وبالميول الطبيعىة والقدرة التى تتمثل فى مدى تقدم المراة على الرجل والعكس...اعنى ان هناك بعض الجوانب فى شخصية وعقل الرجل اكثر تقدما على المراة وفى المقابل للمراة مهارات عقلية وشخصية متطورة اكثر من الرجل...فالسؤال المهم هو هل المراة تبرع اكثر فى مجالات معينة اكثر من الرجل ام انها ببساطة تختلف عليه فى طريقة عملها...مثلا بعضهم  يطالب بأن ينحصر دور المراة فى مجال العمل فقط فى التعليم" لانها اقرب الى طبيعتها الغريزية كأم."..ولكنهم حتى فى هذا التضييق ..هم يسلمون لها مهمة التدريس  فقط اى فى المدارس داخل الفصول فقط...ويعفونها من مهمة اعداد المناهج او مناصب ادارية اخرى...هذا بالطبع يدخل فى نطاق التمييز و الجهل بقدرة الانسان والمراة بشكل خاص...ففى حالة ميل الرجل او المراة لمجال معين او تقدمه على الاخر...علينا ان ندرك ان كلاهما يضيف شيا مختلفا من عنده...فيمكن للرجل ان يقود امة ..كذلك المراة لكنهما مختلفان الى حد كبير فى كيفية عمل ذلك......

فى الاصل ..فى الطبيعة كل الاشياء تتضامن غريزيا لاحداث الحياة ولضمان استمرارها ..بعض الحيوانات تعيش فى قطعان حيث كل من الذكور يقوم بعمل معين وللاناث وظيفة معينة....وفى بعض اشكال الحياة  يلقح الذكر وهو الذى يحمل الصغار  فى بطنه..او يقوم بعناية الصغير بينما تقوم الانثى بالحماية او احضار الطعام ,ذلك ان النبات والحيوان جزء من نظام الكون الكبير كما هى جميع اشكال الحياة التى تسير فى انسجام مع النظام الطبيعى لاستمرار الحياة..ماعدا الانسان الذى اصبح مؤخرا اكثر تخلفا من الذبابة بجهله التام عن دورة الحياة وانطلق ينادى بشعارات جوفاء كأعواد   القصب محاولا خلق نظام ينحرف بشكل قبيح عن الحياة.......

ثم ان  القول بانه يمكن الاستغناء على احد الجنسين..يعد من خرافات هذا العصر وكذلك القول ان الرجل هو الوحيد القادر على بناء المجتمع وبناء الحضارات...ورجوعا لفكرة المساواة فان الله خلق الناس كلهم سواسية رجالا ونساءا من كل الاجناس والالوان..وغرس في كل منا جوهر يتميز عن الاخر وبريقا فريدا لنعمر الارض ..ولنتحد ونتكامل وليس لنكون كاملين...سأتجنب الحديث عن الاديان لاركز على جانب المنطق ...فالانسان ليس انسانا ان لم يكن رجلا وامراة ..لانه من المستحيل ان يعيش البشر بكل ميزاتهم وعيوبهم اذا صارت النساء تمام كالرجال او تحول كل الرجال الى نساء...الحل فى ايجاد التناغم الطبيعى وتعلم كيفية  مشاركة الحياة..اما المساواة فلتكن باعطاء المراة حقوقا وواجبات تلاءم حياتها وكذلك للرجل..مساواة فى الواجبات واحترام حقوق كل منهما...وليس محاولة خلق المسوخ بتغيير النظام الطبيعى الذى فطرنا الله عليه.....